لماذا زيارة الحُسين ( عليه السلام ) هي زيارة الله في عرشه ؟؟!!
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ @
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ
مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم @
السلام على الحُسين وعلى علي بن الحُسين
وعلى أولاد الحُسين وعلى أصحاب الحُسين ..
روي عن زيد الشحّام قال: قلتُ لأبي عبد الله عليه السلام: ما لمن زار قبر الحُسين عليه السلام؟ قال: ((كان كمن زار الله في عرشه)) الحديث.
وعن بشير الدهان،, عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث له، قال: ((يا بشير من زار قبر الحُسين عليه السلام عارفاً
بحقه كان كمن زار الله في عرشه
وعن الحسن بن علي عليهما السلام قال: كنّا مع أمير المؤمنين عليه السلام أنا وحارث الأعور، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ((يأتي قوم في آخر الزمان يزورون قبر ابني الحُسين، فمن زاره فكأنما زارني ومن زارني فكأنما زار الله سبحانه،
ألا ومن زار الحُسين فكأنما زار الله في عرشه
أعلم أن المراد من زيارة الله في عرشه الكناية عن نهاية القرب إلى الله والترقي إلى درجة الكمال ,, فقد تحقق عند أهل المعرفة أن للإنسان في سلوكه إلى طاعة الله ورضوانه حالة راقية ومرتبة رفيعة يعبّرون عنها بالفناء في الله تعالى، وهو نهاية مقام كمال العبد في عبوديته، وغاية مقام قربه، وهو عبارة عن كون علمه مستهلكاً في علم الله تعالى،, وقدرته مضمحلة في قدرته عزّ سلطانه، وإرادته منمحية في إرادته جل مجده: بحيث لايكون له رأي وحكم إلاّ ما رآه وحكم به، ولا يرى لنفسه قدرة على شيء إلاّ بحول الله وقوته، ولا يريد شيئاً غير ما اراد الله تعالى ..
.
فــ إذا داوم العبد على هذهِ الحالة واستمر عليها بحيث صارت ملكةً له وصار العبد متجوهراً بها، فقد فني عن نفسه ولا حكم له حينئذ؛ فمن أكرمه فقد أكرم الله ومن أهانه فقد أهان الله ومن زاره فقد زار الله. وهذا ما ينطبق على زائر الحُسين عليه السلام، لأن مولانا الحُسين بذل مهجته ومهج أولاده وأعوانه في طاعة الله ومحبته، وكانت شهادته عليه السلام تعبيراً عن غاية مايمكن أن يُتَصَوّر في فناء العبد في طريق المولى جل شأنه، فلا غرو بعد كل ذلك أن يكون الزائر له في مقام زيارة البارئ تبارك وتعالى ,.,
منقول