قصة نبي اللة زكريا

أصدقائى 00 صديقاتى 00 سنتحدث اليوم عن نبى الله زكريا وابنه يحيى عليهما السلام 00 ونتعرف على معجزة الله حين بشَّر نبيه بغلام رغم وقوع ذلك فى درب من دروب المستحيل حيث كان سيدنا زكريا شيخاً مسناً وزوجته عاقر 00 ولكن قبل أن نتعرف على هذه القصة سنستعرض سريعاً قصص بعض الأنبياء الذين تحدث عنهم القرآن الكريم بصورة موجزة هناك الكثيرون من الأنبياء الذين ورد ذكرهم فى القرآن الكريم بصورة موجزة مثل أنبياء الله سيدنا اسحق وسيدنا يعقوب عليهما السلام واسحق هو جد يوسف عليه السلام بينما كان يعقوب والده 00 كذلك نبى الله إلياس وإدريس واليسع وذا الكفل وغيرهم 00 أنبياء كثيرون كثيرون 00 ذكر القرآن قصة سيدنا إلياس عليه السلام فى آيات قصيرة ويقال أن صراعاً قام بين نبى الله إلياس وبين قومه حول صنم يقال له ( بعل ) 00 دعاهم نبى الله إلياس عليه السلام إلى عبادة الله عز وجل ولكنهم رفضوا ذلك وظلوا يعبدون ( بعل ) 00 قال تعالى فى سورة الصافات :
] وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ * أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ * اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمْ الأَوَّلِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ * سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ[ (1) .
كذلك من أنبياء الله تعالى والذين لا نعرف عنهم الكثير نبى الله إدريس عليه السلام ويقول تعالى فى سورة مريم :
] وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا[ (2) .
نبى الله إدريس يقول عنه المولى عز وجل إنه كان صديقاً نبياً 00 أى كان أحد أنبياء الله ورفعه الله مكاناً عالياً 00 وكانت له منزلة عظيمة عند الله 00
ومن أنبياء الله تعالى الذين يذكر الحق أسماءهم نبى الله تعالى اليسع عليه السلام 00 قال تعالى فى سورة ( ص ) :
] وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنْ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ * وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنْ الأَخْيَارِ[ (1) .
وأدخل الله سبحانه ذا الكفل فى رحمته 00 أثنى عليه وذكره مع إسماعيل وإدريس قال تعالى فى سورة الأنبياء :
] وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنْ الصَّابِرِينَ * وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنْ الصَّالِحِينَ[ (2) .
هنا يذكر رب العزة تبارك وتعالى سيدنا ذا الكفل فى آية من آيات القرآن الكريم دون أى تفصيل كل ما نعلمه عنه أنه كان أحد أنبياء الله تعالى 00 وعن أنبياء قوم ياسين 00
يحكى الله عز وجل قصة أنبياء ثلاثة كذبهم قومهم فلما أقام الرسل عليهم الحجة تشاءموا منهم وهددوهم بالرجم والقتل 00 يقول الله تعالى فى سورة ( يس ) :
] وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَ هَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ * قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ[ (1) .
كذلك كان هناك أنبياء لبنى إسرائيل من بعد موسى عليه السلام 00 قال تعالى فى سورة المائدة :
] وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمْ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ[ (2) .
كما يعتبر بعض العلماء سيدنا الخضر نبياً من أنبياء الله 00 والآن نعد إلى قصتنا مع سيدنا زكـريا وسيدنا يحيى عليهما السلام .
فى العصر القديم كان هناك نبى يسمى زكريا شيخاً عجوزاً وزوجته كانت عاقراً أى لا تنجب أطفالاً 00 وكان يعيش فى ذلك الزمان عالماً جليلاً اسمه عمران وكان أحد أقرباء زكريا عليه السلام 00 وذات يوم تمنت زوجة عمران أن تلد 00 ورفعت يديها وراحت تدعو خالقها أن يرزقها بطفل 00 والله عز وجل قريب مجيب الدعاء ولا يخذل عباده المؤمنين 00 واستجابت لها رحمة الله فأحست ذات يوم بالجنين يتحرك فى بطنها وملأها الفرح والسرور ونذرت ما فى بطنها لله . ومعنى ذلك أنها سعدت بالجنين وقررت أن تهب ذلك الطفل إلى الله عز وجل فقد أكرمها واستجاب لدعائها 00 ويصور لنا المولى سبحانه وتعالى هذا المشهد فى القرآن الكريم بقوله تعالى :
] إِذْ قَالَتْ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ[ (1) .
كان معنى هذا أنها نذرت لله أن يكون ابنها خادماً للمسجد طوال حياته ويتفرغ لعبادة الله وخدمة بيته 00 ولكن حدث شئ لم تتوقعه زوجة عمران 00 لقد جاء يوم الوضع ووضعت زوجة عمران بنتاً وفوجئت الأم بذلك 00 كانت تريد ولداً ليكون فى خدمة بيت الله وعبادة ربه 00 ولما جاءت المولودة أنثى قررت الأم أن تفى بنذرها رغم أن الذكر ليس كالأنثى 00 ويصور لنا المولى تبارك وتعالى هذا المشهد أيضا فى القرآن الكريم بقوله :
] فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ[ (1) .
وسألت الله عز وجل أن يحفظ هذه الفتاة التى سمتها مريم وأن يحفظ ذريتها من الشيطان الرجيم 00 واستجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء أم السيدة مريم العذراء 00 ويحدثنا القرآن الكريم عن ذلك 00 يقول الله عز وجل فى سورة آل عمران :
] وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا [ (2) .
هنا يحكى لنا القرآن الكريم دعاء أم السيدة مريم 00 ويذكر لنا أن زكريا تولى رعايتها وتربيتها 00 كان عمران قد مات قبل ولادة مريم وأراد علماء ذلك الزمان أن يربوا مريم 00 ولكن زكريا قال : سأتولى أنا تربيتها 00 هى قريبتى وأنا أولى بذلك 00 كان يريد أن يتولى رعايتها وتربيتها ولكن العلماء يسارعون بتقديم المساعدة ورغبتهم فى القيام بتربية مريم 00 وصمم زكريا عليه السلام أن يقوم بهذه المهمة 00 ولكن بقية العلماء أصروا على كفالة مريم 00 واتفقوا على إجراء قرعة 00 وتمت القرعة وأحضروا طفلاً صغيراً وأخرج الطفل اسم سيدنا زكريا 00 هكذا أراد الله أن يكفل زكريا مريم ولكن العلماء ثاروا وطلبوا إعادة القرعة مرة أخرى ربما يخرج اسم أحدهم 00 وتمت القرعة ثلاث مرات وكان زكريا هو الفائز بكفالة مريم وتربيتها 00 وبدأ زكريا يكفل مريم ويخدمها حتى كبرت 00 وكان زكريا يزورها فى ا لمحراب وكان كلما دخل عليها رأى شيئاً عجيباً 00 كان الوقت صيفاً فيجد عندها فاكهة الشتاء 00 ويكون الوقت شتاء فيجد عندها فاكهة الصيف 00 يقول الله عز وجل فى سورة آل عمران :
] كُلَّمَـا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَـدَ عِنْدَهَـا رِزْقًا[ (1) .
أى كان عندها طعاماً فى كل وقت يدخل فيه عليها زكريا المحراب 00 وذات يوم دخل عليها زكريا المحراب فوجد عندها فاكهة ليس أوانها 00 : ] قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا [ كيف أتيتى بهذه الفاكهة وليس هذا وقت قطفها 00 ] قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ[ (2) .
قال زكريا عليه السلام فى نفسه : سبحان الله قادر على كل شئ وتمنى أن يصبح له ولداً 00 واستجاب الله تبارك وتعالى لزكريا ونادته الملائكة وهو يصلى فى المحراب قائلين :
] يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا[ (1) .
أى يبشره ربه بطفل لا مثيل له 00 تعجب زكريا من هذه البشرى 00 وتساءل :
] قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنْ الْكِبَرِ عِتِيًّا[ (2) .
أى كيف ينجب وهو عجوز وزوجته لا تلد ] قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُنْ شَيْئًا[ (3)
هذه قدرة الله عز وجل 00 قالت له الملائكة : هذه مشيئة الله وهو قادر على كل شئ وقد خلق الله زكريا نفسه ولم يكن له وجود 00 وسأل زكريا ربه أن يجعل له آية أو علامة 00 وأخبره ربه أنه ستجئ عليه ثلاثة أيام لا يستطيع فيها النطق 00 إذا حدث له هذا أدرك أن زوجته ستنجب يحيى 00 وبالفعل استيقظ زكريا عليه السلام ذات يوم لا يستطيع النطق وعلم أن زوجته ستنجب الغلام 00 وولد سيدنا يحيى عليه السلام وكان ميلاده معجزة 00 إذ جاء لأبيه زكريا بعد عمر طال حتى يأس فيه زكريا من الذرية 00 وكان سيدنا يحيى جاداً منذ طفولته ويطعم الحيوانات ويحبها ويعطف عليها 00 وكلما كبر يحيى ازداد حكمة وحباً لله00 كان مؤمناً تقياً رحيم القلب 00 شأنه شأن أنبياء الله عز وجل وعباده الصالحين 00 وأمره الله عز وجل أن يدرس كتاب الشريعة حيث قال تعالى :
] يَا يَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا[ (1) .
أى كان حكيماً رغم صغر سنه 00 وأنعم الله على نبيه يحيى عليه السلام ببعض الصفات والمعجزات 000 كان يحيى يدخل أى مغارة فى الجبل وهو يذكر الله ويصلى له ويكون فى هذه المغارة وحشاً من الوحوش أسداً أو ذئباً 00 فلا تؤذه وتبتعد عنه فى هدوء 00 إنها معجزة وأمر عجيب 00 الوحش الذى يفر منه البشر كى لا يؤذيهم يمر على نبى الله يحيى دون أن يؤذيه أو يضره 00 حقاً هذا أمر عظيم وعجيب 00 كان يحيى يدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له ويأمرهم بالصلاة والصيام 00 ووقع الصدام بين يحيى والسلطات الحاكمة 00 كان وجوده يمنع على هذه السلطات الاستبداد والظلم ولذا فكروا فى حيلة للتخلص منه 00 لقد أصدر قائد الحرس الملكى أمره إلى فرسانه : اقتلوا يحيى بن زكريا 00 وابتسم الشيطان 00 هكذا انتصر على الخير 00 أو كان يظن ذلك ونسى أن الشر هو الخاسر دائماً 00 ومات يحيى عليه السلام شهيداً بعد أن أدى الرسالة التى كلفه بها ربه عز وجل 00 وذكر الله عز وجل قصة نبى الله يحيى فى القرآن الكريم 0 قال تعالى فى سورة آل عمران :
] هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنْ الصَّالِحِينَ [ (1) .
وقال عز وجل فى سورة مريم : ] يَا يَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا * وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا [ (2) . صدق الله العظيم .
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية

منقول

بارك الله فيكي