العدوان في العصر الحديث ظاهرة سلوكية واسعة الانتشار في العالم بأسره, ويشير العالمان جونسون وشوك إلي أن العدوان يعتبر من أكثر الاضطرابات شيوعا بين الأطفال وأكثرها انتشارا في العيادات النفسية.
الدكتور أحمد أحمد متولي عمر مدرس الصحة النفسية كلية التربية ــ جامعة طنطا يقدم في دراسته أثر الإرشاد الوالدي في خفض درجة السلوك العدواني ورفع درجة التوافق لدي الأطفال المساء معاملتهم توضيحا لهذا الموضوع يقول انه وعلي الرغم من تعدد وسائل التنشئة التي يتعلم من خلالها الطفل كالمدرسة والشارع ووسائل الإعلام, إلا أن الأسرة هي الأساس في تشكيل وتكوين شخصية الفرد,
وهناك دائما ربط بين السلوك العدواني لدي الأطفال وأساليب المعاملة الوالدية السيئة المتمثلة في النبذ والرفض والضرب والحرمان والتشدد والتساهل.. باعتبارها الأسباب الرئيسية وراء هذا السلوك, فالعقاب البدني من الوالدين يؤدي إلي مشكلات سوء التوافق لدي الأطفال وتظهر في الكذب ونوبات الغضب والكراهية والصياح, كما أن الضغوط النفسية الناتجة من إساءة معاملة الأطفال في سن ما قبل المدرسة تسبب أعراضا نفسية سيئة قد تستمر مع الطفل فترات طويلة من الحياة, منها الإحساس بالعزلة والانسحاب من الواقع واضطراب صورة الذات,
ومن الجدير بالذكر أن إساءة معاملة الوالدين للأطفال لاتؤدي إلي زيادة السلوك العدواني وتفاقم المشكلات النفسية فحسب, بل أيضا تؤثر سلبا علي القدرات العقلية واللغوية والتحصيلية للأطفال, مثل انخفاض القدرة علي القراءة والتعبير بالكلمات وظهور عيوب في النطق.
وتظهر خطوره السلوك العدواني لدي الأطفال ـ كما تؤكد دراسة الدكتور أحمد عمر في انه إذا لم يتم التدخل العلاجي لهذا السلوك فسوف يستمر ويقوي ويؤهل الفرد للانضمام إلي العصابات الإرهابية أو الأعمال الإجرامية, الأمر الذي لايصلح معه العلاج.
والتراث السيكولوجي يحتوي علي العديد من استراتيجيات تعديل السلوك العدواني لدي الأطفال, وأهم تلك الاستراتيجيات: التدريب علي المهارات الاجتماعية التي صممت خصيصا لتعليم الطفل مهارات التفاعل الإيجابي مع الآخرين, وتضم سلسلة متتابعة من التعليمات اللفظية, تقدم للطفل لتعليمه كيفية أداء السلوك, تليها إتاحة الفرصة لممارسة هذا السلوك ثم تقييم الأداء لتعديل الأخطاء أو لتحسين الأداء, والمنطق من وراء استخدام المهارات الاجتماعية مع الأطفال العدوانيين هو إحلال السلوك الموجب محل السلوك السالب.
العلاج باللعب: ويعتبر اللعب من أقدر وأهم أساليب علاج الاضطرابات السلوكية لدي الطفل, لأن اللعب وسيلته لفهم العالم من حوله, وأسلوبه في التعبير عن نفسه, فاللعب يتيح للطفل فرصة التعبير عن أحاسيسه ومشاكله, حيث إن قدرته علي التعبير اللفظي محدودة وعلي هذا الأساس وضع العلاج باللعب.
منقــولـــ